الأربعاء، 9 يناير 2013

أحدث معارض الفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية : ” الخيال الأسطوري ”


اعداد / محيىالدين فكرى


شهدت قاعة الفن التشكيلي بدار الأوبرا المصرية ، أحدث معارض الفنان التشكيلي الدكتور أحمد الإمام ، والذي اهتم خلاله بخياله الإبداعي ليجسد رؤية فلسفية خاصة من خلال نمط مبتكر من اللوحات الغريبة التي مزجت المعقول باللامعقول والمرئي باللامرئي ؛ حيث شهدت لوحات المعرض مناخاً خصباً حققت الريشة من خلاله صياغات وحلول تشكيلية غير تقليدية ، وعلى هامش المعرض ، ومن خلال جولاته معنا ، داخل قاعة العرض أجاب الدكتور أحمد الإمام على بعض أسئلتنا …
الخيال الأسطوري
* ماذا يمثل الخيال الأسطوري في لوحات هذا المعرض ؟
ـ الخيال الأسطوري في لوحات هذا المعرض تمثل جزءاً من العمل الفني ، حيث حرصت على دمج الخيال بالأسطورة معاً للتأكيد على مضاميني الفكرية واتجاهي التعبيري والفلسفي ، وكذلك على تجسيد مادة اللاشعور التي ترتبط بعالمي الداخلي الخاص





 * كيف جاءت رؤيتك الفلسفية من خلال هذه الأعمال التشكيلية ؟
ـ الرؤية الفلسفية في هذا المعرض جاءت من خلال أسلوب تعبيري رمزي متحرر من قيود الأشكال التقليدية ؛ فعناصره ومفرداته التشكيلية تتصف بالغرابة في جملة الحلول التشكيلية حيث ينطلق الخيال والواقع معاً إلى آفاق جديدة يتجاوزها حدود العقل والحقيقة إلى عالم مبتكر فوق مساحة العمل ، هو عالمي الخيالي والوجداني الغارق في الاسطورية والتحرر.
عالم ألوان
* هل ترى نفسك متحيزاً لألوان معينة في لوحات هذا المعرض ؟
ـ في الحقيقة من الصعب جداً أن أقول هذا ؛ فعالم الألوان لدىّ منسجم بعضه مع بعض ، وكل لون يستمد حيويته وتألقه مما يجاوره من ألوان يكون بينها وبينه نوع من الهارموني والانسجام .
* هل أشبعت لوحات هذا المعرض فيك شيئاً على المستوى الخاص؟
ـ بالتأكيد نعم ، فالإنسان أحياناً لا يستطيع تحقيق مراده في بعض الأشياء والحاجات على مستوى الحياة الواقعية ، ومن ثم يلجأ إلى الخيال والأسطورة ليشبع تلك الحاجات والأشياء ، وهذا المعرض بشكله الحالي هو نتاج لهذه العلاقة المعقدة بين الواقع والمتخيل ، والواقعي والأسطوري.
اتجاه تعبيري
* بما أنك فنان تشكيلي متطلع إلى فضاءات الحرية التشكيلية دائماً .. هل أنت متقيد بمدرسة فنية بعينها ؟
ـ الحقيقة تؤكد أن أي فنان متطلع أكثر من غيره إلى فضاءات الحرية التشكيلية والواقعية أيضاً ، وأنا منتمي إلى المدرسة التعبيرية الرمزية التي تحرص في أعمالها التشكيلية على إيجاد قيمة تعبيرية من خلال رموز فنية داخل تلك الأعمال ، لكن هذا لا يعني التقيد الإجباري بهذه المعايير ؛ فأنا كفنان لدى مطلق الحرية في التأثير والتأثر تجاه كل معطيات الفن التشكيلي وغيره من الفنون .
* هل هناك خطط لتكرار هذا المعرض خارج مصر ؟
ـ الحقيقة لا توجد لدى خطط بعينها ، وإن كنت لا أرفض أبداً أية دعوات خارجية ، وقد سبق لي أن أقمت معرضاً عام 1994 بالجمعية السعودية للثقافة والفنون بالمدينة المنورة ، وهو شرف كبير لي أن أقوم بالعرض في أي دولة عربية شقيقة




 لوحات المعرض
وبالتجول في جنبات قاعة العرض ، لفت انتباهنا أن العين بنظراتها المتباينة تمثل عنصراً مشتركاً في العديد من اللوحات ، كما لفت انتباهنا لوحات عديدة ، كان لها مدلولات أسطورية وخيالية تشي بإيحاءات عميقة ، ذات بعد فلسفي منفتح على العقل والوجدان والرؤية المباشرة أيضاً ؛ فهناك لوحة دمجت بين الوجه والشجرة ، فتارة يميز المشاهد ملامح الشجرة ، وتارة أخرى يميز الوجه ، كما أن تبادل الملامح بين الاثنين يجسد كائناً أسطورياً هو الوجه والشجرة معاً ، وفي لوحة أخرى يظنها المشاهد لأول وهلة صورة لقلب صناعي ، لكنه حين يقترب منها يتأكد أنها لقلب إنساني يتلاحم مع جسد متقوقع على الذات ، في إشارة أسطورية تجعل من الإنسان قلباً ومن القلب إنساناً ، لتأكيد وجود الاثنين وفنائهما معاً بفناء أحدهما ، وفي لوحة ثالثة معقدة التركيب والتكوين ينتصب قوام ملفوف يعلوه وجه مطموس الملامح سوى من عين وحيدة مميزة أنها لهذا الوجه ، ثم تعلق بهذا القوام وجوه وأعين وشعور مرسلة على خلفية فضائية مفتوحة وبألوان ذات مستويات منوعة تعطي إيحاءات خاصة تختلف باختلاف وصف من يشاهد ويرى .أما اللوحة التي لفتت أنظار الجميع في المعرض فكانت للموناليزا ولكنها موناليزا كبيرة في السن ، وهي لوحة بارعة لا تحتاج لوصف ، وهكذا تمضي لوحات هذا المعرض ، لتدلل على تفوق ريشة الإمام في براعة الخيال والأسطورية والرؤية المراوغة .