الاثنين، 21 يناير 2013

 

تصريحات السيدة السفيرة الأمريكية

لميس جابر

لميس جابرلا أعلم لماذا تذكرنى السيدة «آن باترسون» سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية فى مصر «باللورد كرومر» و«سير وينجت» و«جنرال اللمبى» و«سير مايلز لامبسون»، وهم أشهر المندوبين الساميين الإنجليز أيام الاحتلال الإنجليزى لمصر، فقد كانوا يعملون أحياناً بتوجيهات من وزراء خارجياتهم وحكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى وأحياناً أخرى كثيرة يتصرفون ويطلقون تصريحات من اجتهاداتهم الشخصية وكأنهم الحكام الحقيقيون لمصر، وكثيراً ما تسببت هذه الاجتهادات فى مشاكل كثيرة جداً فى مصر من جراء غضب الشعب المصرى.. تذكرت كل هذه الأسماء وأحداثها المؤسفة عندما قرأت تصريحات على لسان السيدة السفيرة على موقع «معاريف» الإسرائيلية، وهى تصريحات مثيرة جداً جداً للدهشة، فقد قالت: إن أرض مصر كلها هى من حق إسرائيل لأنها أرضها فى الأصل وأن اليهود طُردوا من مصر بعد أن شيّدوا الأهرامات وأبا الهول وهم أجدادها، على حد قولها، وليس المصريين الذين زوروا التاريخ.. وحتى عندما حللوا الحمض النووى لـ«توت عنخ آمون» وجدوا أنه يهودى!!
وإن إسرائيل لن تظل مهددة ومطاردة من العرب البرابرة الذين يريدون إبادتها ولا بد أن تدافع عن نفسها وتحصل على مصر خاصة أن الفقر والإفلاس سوف يدفع الملايين من المصريين إلى المجاعة وساعتها سوف يأتى اليهود مرة أخرى إلى أرضهم لاستعباد المصريين وإطعامهم وإنقاذهم من المجاعة والفقر.. ولن يمر عام 2013 حتى تكون مصر كلها تحت سيطرة اليهود أصحابها الحقيقيين حتى وإن احتاج الأمر لحرب شاملة تشترك فيها أمريكا وبريطانيا والناتو.. وكثير من هذه الأقوال العجيبة والجديدة جداً ويبدو أن هذا تأثير مشاهدة الأفلام الأمريكانى المرعبة وأفلام الخيال غير العلمى ومصاصى الدماء وبات مان.. وحكاية بناء الأهرامات وأبى الهول هذه عجيبة جداً وقالها من قبل السيد مناحم بيجين عندما أتى إلى مصر أيام معاهدة السلام وجلس فى «مينا هاوس» ونظر إلى الأهرامات فى هيام وحب وقال: أجدادى بنوا هذا!!
ولا أدرى لماذا عندما خرج اليهود من مصر وذهبوا إلى أرض الميعاد وظلوا بها حتى السبى البابلى لم يشيدوا حجراً واحداً ولا حتى هرماً من الرمال؟
ولماذا التركيز على الأهرام وأبى الهول فقط ولماذا لم يبنوا فى مصر المعابد العملاقة ولم يشيدوا المسلات الشاهقة والمقابر المحفورة فى باطن الجبال ولماذا لم يبنوا معبد حتشبسوت ومقاييس النيل ومخازن الغلال ولماذا لم ينحتوا التماثيل العملاقة مثل أبوسمبل ولماذا لم يحنطوا الأجداد حتى يكونوا شهوداً الآن على ملكية أرض مصر؟!
والأمر الآخر المثير أن الملك الصغير «توت عنخ آمون» قد ثبت أنه يهودى بتحليل الحمض النووى مع أن اليهودية ديانة وليست عرقا ولا جنسا كالجنس الأصفر والأسود والقوقازى والسكسكونى، ولا يمكن أن يكون اليهودى الحبشى والمصرى والعراقى والمغربى والروسى والبولندى والألمانى والإيطالى والصينى والبرازيلى لهم نفس الجينات وإلا كان كل المسلمين فى أنحاء الأرض وكل المسيحيين لهم نفس الحمض النووى!! ولكن يبدو أن الملك «توت» يغرى السيدة السفيرة بكثرة آثاره الذهبية التى لا بد ستطالب بها أيضاً يوماً من الأيام، ويبدو أن السيدة السفيرة لم تقرأ التوراة لتعرف أن مدينة «رعمس» التى شيدها الملك المظفر رمسيس الثانى قد سخر لها العمال اليهود لصناعة الطوب اللبن لبناء المنازل فقط لكن المعابد والمقابر كانت لها قدسية تمنع غير المصرى، وخاصة العابيرو، من لمس الأحجار.
والأهم من ذلك أننى قد أرسلت لها إيميلاً على السفارة الأمريكية لتفسر لنا هذه التصريحات خاصة مسألة الاستعباد والإذلال والمجاعة والاحتلال والحرب والدمار وطلبت منها أن تحدد ما إذا كانت هذه الأقوال من الإدارة الأمريكية أم من اجتهادها الشخصى وإذا كانت مختلقة أن تسارع بالتكذيب، فلم تكلف نفسها عناء الرد.
السيدة المحترمة.. إذا كنت تظنين أن مصر قد هانت تحت حكم الإخوان حلفائكم فأنت واهمة ولأنك لم تقرئى تاريخ مصر فسوف تعرفين أن المصريين شىء والحكام شىء آخر.