الأحد، 6 يناير 2013

مراية نادية.


الشاعر / صلاح عبد الله  
مراية نادية لما تكون قصاد عينها..
بتتهرب قوام منها..
عشان ملامحها دايما تسأل المرايات سؤال غامق ومالهوش رد..
أنا مقبولة في عيون الخلايق ولا وحشة بجد؟..
ونادية بعد ما بتسألها بتصهين وتتاوب..
عشان مرعوبة لا المرايات في يوم تعملها وتجاوب..
وصرخة نادية غصب عنها ملفوفة في توب الهمس..
وأيام نادية ما ليهاش حاجة بتميزها إلا الشمس..
وأحلام نادية دايما تحت رجلين الحقيقة إلي ما تبنيش بيت..
تحس إن البنات حواليها فعلا خلصوا الأحلام، ومش فاضل غير الفتافيت..
تدوب نادية ما بين بكرة إلي متأخر وبين الآه..
تسلم أمرها لله..
وفجأة تلاقي رديو جيرانهم الكداب..
يقول يامة القمر عالباب..
تسيب كل إلي في إيديها، وتفتح بابها بالراحة..
وتبقى عنيها سواحة..
ما تلقاش القمر عالباب..
تلاقي الريح مكوم جنب بابها تراب..
وترفض إنها تجيب للبنات سيرة..
وترجع تاني للحيرة..
ما بين مرايات ما بتقولش إلا كلمة حق..
وبين شبان بعاد جدا عيونهم حتى عنها مكسلة تقول لأ..
وترجع تاني للشباك، عشان نظرات عنيها تصدم الماشيين..
تقول يا هل ترى القسمة هاتيجي بمين؟..
يكونش العايِق الباصِص من الشباك؟..
يكونش الراجل إلي موطي راسه هناك؟..
يكونش؟ يكونش؟..
يا أحلام كل بنوتة إلي ساكنة في كل حتى إلا جوا في بيتنا ما بتسكنش..
وتضحك نادية، تلقى الضحكة تنزل من عنيها دموع..
تشيل نادية العشا البارد وهي بتتحرق مالجوع..
وتتغطى، ومهمى كان غطاها تقيل، بتفضل برضو بردانة، تقول يا وهم دفيني..
لأن مفيش غطا في الدنيا دي بيقول وحشتيني..
وتسند راسها عالحيطة، وتقفل عينها لجل تشوف ولاد أجمل من الأعياد..
وبس يا بت، بس يا واد..
يصح أبوكو يتأخر وجنب الأكل يلطعني؟..
إليه ما يوعى. بعد الشر يقطعني..
إلهي ما اتحرم في الدنيا حتى من خناقي معاه..
إلهي ما نتحرم في الدنيا من إن إحنا نستناه..
وتفتح عينها عالقطة إلي بتشد الطبق تكفيه..
تكسل حتى تطردها، في داهية الصحن وإلي فيه..
وتتغمز بنات الحي..
ساعة ما يشوفوا في ابتسامتها لمحة ضي..
أكيد نادية في حياتها سر..
وتضحك نادية من جوا عل السر إلي لا يشرف ولا بيعِر..
وتضحك نادية من جوا، عشان عارفة إن أكبر سر بيهدد حياتها إن ما فيهاش سر..

ليست هناك تعليقات: