الثلاثاء، 5 مارس 2013

 هل تكون النساء 'كلمة السر' في انتخابات البرلمان؟!


عبير عبد العظيم
أذهلت المرأة المصرية العالم بقوة وكثافة مشاركتها في الانتخابات والاستفتاءات السابقة، والتي فاقت مشاركة الرجال في بعض القري والمحافظات, ووضح مدي حرص المصريات علي المشاركة في التحول الديمقراطي، وتأكيد أن يكون لهن دور فعال في مجتمع عاني كثيرًا من الإقصاء والتهميش.
وقد سعي العديد من الأحزاب وقوي المعارضة إلي مغازلة المرأة المصرية منذ الإعلان عن بدء انتخابات مجلس النواب نهاية أبريل المقبل، وظلت صورة طوابير النساء أمام اللجان في انتخابات الرئاسة أو الاستفتاءات عالقة في اذهان الساعين إلي خوض تلك المعركة, وفسر محللون إقبال النساء علي التصويت إلي زيادة أعدادهن في الكشوف الانتخابية وقدرتهن علي ترجيح كفة مرشح ضد اخر
وصل عدد الناخبات المسجلات في جداول الانتخابات إلي أكثر من 23 مليون صوت، من بين 51 مليونًا هي الكتلة التصويتية في مصر، مما يعني أن أصوات المرأة قد تكون هي الرهان الكسبان والتي يمكنها حسم النتائج في انتخابات مجلس النواب، الأمر الذي جعل المجلس القومي للمرأة يطلق برنامجًا تدريبيًا تحت عنوان 'اختار مرشحك' يستهدف الوصول إلي السيدات بالقري والنجوع لتعريفهن بأفضل الطرق لاختيار من يمثلهن في الانتخابات البرلمانية المقبلة, بعدما اتضح مشاركة المرأة بفاعلية خلال الانتخابات والاستفتاءات وحرصها علي ممارسة الديمقراطية.
يسعي المجلس كما أشارت الدكتورة مها أنور إحدي العضوات بالمجلس إلي توعية المرأة البسيطة بأهمية صوتها الانتخابي واختيار المرشح الذي تجد فيه القدرة علي التعبير عن مشك - لاتها وطموحاتها وهو أمر أصبح ضروريًا وملحًا، في ظل تنامي دور الرشاوي الانتخابية بصورة أو بأخري كما في حدث في السابق.
وأضافت: للأسف كنا نتمني أن تكون الفرصة في الوقت أكبر من أجل المزيد من التوعية خاصة بين نساء القري والريف والصعيد والمناطق العشوائية, ولكننا نثق في المرأة المصرية ومدي وعيها ومعرفتها أهمية صوتها وقدرتها علي التأثير والحسم في هذه الانتخابات.
تشير الدكتورة هويدا صالح ناشطة سياسية إلي أن الثورة أظهرت الصورة الحقيقية للمرأة المصرية التي تنتمي لعدة شرائح مؤثرة بشكل كبير في المجتمع المصري، فهناك المتدينات والمنتميات لأحزاب دينية كحزبي 'الحرية والعدالة' و'النور'، وهناك فئة كبيرة من الليبراليات مناصرات ومؤمنات بالمساواة في المواطنة بين الرجل والمرأة، وقبطيات، وناشطات ثوريات، وريفيات، ولكل شريحة صفاتها التي تميزها وتدفعها لاختيار من يمثلها.
وأعتقد أن أغلب الليبراليات سوف يكون اتجاههن إلي المقاطعة تنفيذًا لقرار جبهة الإنقاذ أو المشاركة ولكن ضد مرشحي الإخوان المسلمين.. وللمرأة القبطية دور لا يمكن إغفاله، وكذلك نساء الريف والعشوائيات
وتضيف ان هناك قاعدة منظمة من قواعد الإخوان المسلمين التي تحاول استمالة النساء في العشوائيات والريف بسبب ربط انتخاب الإخوان وممثليهم بأنه عمل ديني محض، وتأكيدهم فكرة أن عدم المشاركة في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد 'حرام', والفئة الأخيرة من أصوات النساء هن الفقيرات وما أكثرهن وهؤلاء يردن الانتهاء من المرحلة الانتقالية حتي يعود الأمن والاستقرار.
ويجيب الدكتور محمود عبد الرازق الجارحي أستاذ القانون بجامعة القاهرة عن التساؤل حول قدرة السيدات علي حسم الانتخابات المقبلة قائلًا: بالطبع، وهذا ما لاحظته الأحزاب المحسوبة علي التيار الديني وفطنت له مؤخرا فقامت بتقديم التسهيلات وتسجيل السيدات بأعداد كبيرة وفطنت إلي حاجتهم وإلي متطلباتهن وكأن صوت المرأة هنا لم يصبح عورة طالما تأتي الاستفادة منه!!
ويؤكد أن أصوات النساء كانت عاملا رئيسًا في الانتخابات البرلمانية السابقة بعدما بلغت نسبة أصواتهن 54%، وكان من المفروض علي المعارضة أن تبدأ في استمالة هذه الأصوات لصالحها والبدء في العمل عليها سواء عن طريق تحفيز المقاطعة والتأكيد عليها أو بالمشاركة دون تأثير أي فصيل عليهن.
يري الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بشئون الأحزاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن أصوات النساء كتلة انتخابية كبيرة بالمجتمع، ولو تم استغلالها علي النحو المطلوب والوصول إليها ستكون قادرة علي الحسم، خاصة في ظل حالة التجاهل والجور علي حقوقها التي وضحت مؤخرًا.
وتوقع ربيع وجود صراع كبير بين الإخوان وقوي المعارضة لنيل أصوات المرأة في الانتخابات المقبلة لأنها قوة لا يستهان بها.
تشير الدكتورة نهي السيد متولي أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة إلي أنه وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت السيدات في مصر إلي المشاركة في الاستفتاء أو الانتخابات السابقة, وسواء كانت عن قناعة بممارسة حق من حقوقهن أو للمساعدة في إنجاح أو إفشال فصيل معين فلابد من الاعتراف بأن المرأة هي مقياس لمدي نضوج الحركة السياسية في مصر وقوة لا يستهان بها، وهو ما أكدته دراسة للمركز المصري لبحوث الرأي العام.. جاء فيها أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية ارتفعت إلي 64% عقب ثورة يناير, ووصلت نسبة مشاركتها في الانتخابات الرئاسية إلي 83% وهذا يبرز مدي تهافت المشاركين في الانتخابات علي كسب رضاها.