الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012


 على الرئيس مرسى ضمان تمكين الصحفيين من القيام بعملهم



أدانت لجنة حماية الصحفيين سلسلة الاعتداءات التى تعرض لها صحفيون أثناء تغطيتهم للتظاهرات فى القاهرة، احتجاجاً على الدستور المقترح، ودعت اللجنة السلطات المصرية إلى التحقيق بهذه الاعتداءات والإنهاء الفورى لجميع الاعتداءات على الصحافة. وقد أصيب خمسة صحفيين على الأقل بالرصاص المطاطى، أحدهم هو الحسينى أبوضيف الذى توفى بعد ذلك بأيام حسبما ذكرت اللجنة، وتعرض عدة صحفيين آخرين لاعتداءات أخرى.
وقال جويل سايمون، المدير التنفيذى للجنة حماية الصحفيين، «لقد أدى الصحفيون دوراً رئيسياً على امتداد المرحلة الانتقالية فى مصر، إذ عملوا على تغطية التطورات فى البلاد لإبلاغ العالم كله بشأنها. إن المسؤولية تقع على الرئيس محمد مرسى خلال الاضطرابات الحالية لضمان تمكين الصحفيين من القيام بعملهم. ويجب على السلطات أن تشرع فوراً بإجراء تحقيقات بشأن هذه الاعتداءات الفظيعة، وأن تقدم مرتكبيها للعدالة».
وقالت اللجنة: خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع فى محيط القصر الرئاسى للاحتجاج على الدستور المقترح الذى وصفته منظمات دولية ومحلية معنية بحقوق الإنسان وحرية الصحافة بأنه يقيد حقوق الأقليات وحرية التعبير. وكان المقرر إجراء استفتاء عام فى ١٥ ديسمبر حول الدستور، مما أجج الأزمة الحالية.
وفى يوم الأربعاء، أصيب الصحفى الحسينى أبوضيف الذى يعمل فى صحيفة «الفجر» الأسبوعية برصاصة مطاطية فى رأسه أطلقت من مسافة قريبة، وقال صحفيون محليون وتقارير إخبارية إن الذى أطلق الرصاص هو شخص من مؤيدى جماعة الإخوان المسلمين، وفقاً لتقارير الأخبار. كما سُلبت الكاميرا التى كانت بحوزة أبوضيف، وكان هذا الصحفى يغطى الاحتجاجات قرب القصر الرئاسى عندما وقع الاعتداء، وكان قد صوّر مؤيدى جماعة الإخوان المسلمين يضربون المتظاهرين ويطلقون الرصاص الحى، حسب تقارير الأنباء.
وقد أصيب «أبوضيف» بجراح بليغة فى دماغه ورأسه ورقبته، وكان فى غيبوبة إلى أن لقى حتفه يوم الجمعة، وفقاً لما أفاد به مصطفى ثابت، مدير الموقع الإلكترونى لصحيفة «الفجر». وقال الأطباء إن «أبوضيف» أصيب بأضرار بالغة فى دماغه جراء الرصاصة التى اخترقت جمجمته، حسبما أفاد مصطفى ثابت للجنة حماية الصحفيين.
وأصدرت نقابة الصحفيين المصريين بياناً قالت فيه إنها رفعت شكوى للنائب العام ضد أعضاء حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، بتهمة التحريض على العنف ضد الصحفيين. ولم تردّ جماعة الإخوان المسلمين على الشكوى بصفة فورية.
وأصيب أربعة صحفيين آخرين على الأقل بالرصاص المطاطى، بينما كانوا يغطون التظاهرات بالقرب من القصر الرئاسى. فقد أصيب المراسل الصحفى محمد عزوز الذى يعمل فى صحيفة «الجمهورية» اليومية التى تديرها الحكومة برصاص مطاطى فى وجهه، حسب تقارير الأنباء. كما أوردت التقارير الإخبارية عن إصابات بين الصحفيين بالرصاص المطاطى، وهم أسامة الشاذلى الذى يعمل فى صحيفة «البديل»، والصحفى محمد سعد، وهو صحفى مستقل يساهم فى مواقع إلكترونية إخبارية محلية، وأحمد عبدالسلام، وهو مراسل لصحيفة «العالم اليوم» اليومية الأهلية. ولم توفر التقارير أى تفاصيل تفيد بأن الاعتداءات مترابطة.
وتعرّض صحفى آخر، هو أحمد خضر، الذى يعمل مع القناة الفضائية الخاصة «أون تى فى»، للضرب من قبل مؤيدى جماعة الإخوان المسلمين، بينما كان يغطى الاحتجاجات قرب القصر الرئاسى، وفقاً لتقارير الأنباء. وتعرض الصحفى كريم فريد الذى يعمل مع القناة الفضائية ذاتها للاحتجاز لفترة وجيزة من قبل مؤيدى جماعة الإخوان المسلمين، حسب التقارير. كما تعرض عدد غير محدد من الصحفيين التليفزيونيين الذين يعملون مع محطة «سى بى إس» لاعتداء بينما كان يغطون التظاهرات ذاتها، حسب تقارير الأخبار.
وأشارت اللجنة إلى استقالة مقدم البرامج خيرى رمضان الذى يعمل فى تليفزيون «سى بى سى»، يوم الخميس احتجاجاً على قرار المحطة التليفزيونية بمنع المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى من المشاركة فى مقابلة على الهواء،. وقالت إن ذلك يأتى بعد يوم من تظاهرة نظمها عشرات الصحفيين من صحيفة «الأهرام» التى تديرها الحكومة أمام مقر الصحيفة، احتجاجاً على سياسة التحرير التى تنتهجها.