الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

 عـلى مصـر السـلام

كتب \ احمد الجابرى 


لو كان الدكتور مرسى تصرف بدافع من إحساس بالمسؤولية الوطنية، الذي كان يفترض أن يمليه عليه موقعه كرئيس للدولة المصرية جمعاء ، فكان لزاما عليه أن يُضمِن خطابه الأخير ما يلى :

- القـبول من حيث المبدأ بفكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة،وكان  يمكن الاتفاق على موعدها  في الوقت الذي يستمر فيه في متابعة انجازاته المزعومة ويطلع عليها اصحاب الًحق الشرعي ( الشعب) اولا بأول ، والتأكيد على أنه لا يخشى الاحتكام إلى الصندوق،مرة اخرى، حتى وإن كان فى غير موعده. مادام يعتقد انه شرعي وله مؤيديه ، وكان ساعتها سينكشف امام من ظنوا في اختياره الخـير ، أومن تأملوا فيه خـيرا ،او من عصروا الليمون على اختياره لعدم وجود البديل ثم افاقوا عندما عاشوا الحسرة بالدليل  !!  
    2- الإعلان عن استعداده الفورى لتكليف شخصية وطنية، بالاتفاق مع قوى المعارضة الرئيسية وبناء على ترشيحها، بتشكيل حكومة وحدة وطنية فنية تتمتع بكامل الصلاحيات، وتتولى إدارة شؤون الدولة، و تغير من السلبيات التي ارهقت المواطن البسيط وحطمت آماله في النزع الأخير من الثورة ، وتقوم بتهيئة الأجواء لانتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة أو متعاقبة، ولكن بعد أن تكون الحكومة قد حققت ما يكفى من إنجازات على الأرض، خاصة فى مجال إعادة عجلة النشاط الاقتصادى، وهيكلة الأجهزة الأمنية  و الادارية على نحـو يكفل تحقيق الأمن والاستقرار للوطن والمواطن.  
    3- التفـاوض مع الشباب الذى يقود حركة «تمرد» على النواحى الإجرائية، وعلى جدول زمنى يضمن تحقيق تلك الأهداف. وإذا كان قد حدث ذلك فإن خطابه كان من الممكن ان يكون بمثابة رسالة جادة لكل من يهمه أمر هذا الوطن، وبالتالى يتعين التعامل معها بالجدية الواجبة.
أما وإن تصرف الدكتور مرسى كان بدافع  إحساسه بالانتماء لجماعة دينية تعتقد أنها على صواب تام وأن الآخرين فى ضلال مبين، أو من واقع قناعته بأن عليه واجباً دينياً يدفعه لتمكين جماعته من الهيمنة المنفردة على سلطة ظلت تسعى للوصول إليها طوال ما يقرب من قرن كامل، فإن النهاية التي وصَلنا اليها ذلك الرئيس كانت التوقع الأسوأ، فلم يكن من المتوقع أن يتم تصميم خطابه بهذه الطريقة المبتذلة ، فى هذه الحالة، كجزء حتى من إدارة الأزمة وليس حلها، والتي وجهتنا الى منعطفً جديد على طريق المواجهة وليس طريق الحل ، وتلك هي طريقة افراد الجماعة في مواجهة الخطوب ، الثأر وليس التوافق ولا التصالح لشعورهم الدائم بأنهم دوما مضطهدين ومغلوبين ، فإذا دان لهم الامر فلابد ان ينتقموا ويستأسدوا ولو على طريقة : أعطني يدك لنتصالح – ثم لا تعرف اين ذهبت يداك ، وبذلك يدفعون الشعب الى عدم الوثوق بهم ، بل ومواجهتهم بقول : كيف اعاودكم وهذه اثار فئوسكم .
ان الشعب قد ملك اليوم ، مرة اخرى زمام أمره ، ومرة أخرى بدأ بلا دراسة ولا استقصاء سليم ، تسليم زمام اموره لحكومة يأمل و يتعشم أن تحمل عنه الهم ، وتمهد الطريق للحرية والعدالة الاجتماعية وصيانة الحقوق ! حكومة تعمل على اعادة هيكلة كل الاجهزة الادارية ، وتمكين القانون والمحاسبة ، من وضع كل شئ في نصابه حتى تستقيم الأمور .
أما اذا كانت الحكومة ، ستكون حكومة اهـواء واستبدال زوج مكان آخر ، دون السعي الحقيقي نحـو تحسين الاوضاع ، و وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وان يكون لكل مجتهد في هذا المجتمع نصيب في النجاح والتمكين من اجل رفع شأن امور هذه الدولة ، واستعادة مكانتها بين الدول القريبة والبعيدة ، والا نكرر الخطط الانتقامية، فيأتي الحزب القديم كما اراه ،جاء ليجمع شتاته على حساب الحزب الزائل ،بلاوعي ولا ادراك الا لتحقيق مصالح شخصية لعدة افراد ، ويظل المواطن البسيط والشعب المقهور، بين المطرقة والسندان وكلاهما يتبادل الادوار عليه في الطرق والسحب والتشكيل ، ودون اعتبار لآدمية ولا لكيان انساني ، وبلا اعتبار بالدروس المتتالية في عامين ،التي مكن الله فيها الشعب ،قيادة ثورتين من اعتى الثورات في العالم ،
اذا لم يع  اتباع النظام الاسبق خطور ماهم مقدمين عليه من التوحد والتجمع للانتقام والتشفي ، دون النظر الى رأب الصدع وتمكين كل فئات الشعب من القيام بالادوار المطلوبة معا لنهضة مصر الحقيقية ، دون انانية سابقة واستئثار،  فإنه لن يكون هناك مخرج آمن لأي مواطن ، بل ستظلم الصورة اكثر مما كانت عليه قبل 25 يناير ، واذا لم ينتفض المخلصون القادرون  من ابناء هذا الشعب للبدء في اعادة تربية هذا الشعب و الزامه بالعمل على العطاء والاخلاص والايثار ، ومحاسبة المهمل والمقصر والمتغطرس ، والا فليقل الواعـون من ابناء هذا الشعب :