الأربعاء، 19 مارس 2014

بين الصواب والخطاء في النفس البشرية


كتب / محيى الدين فكرى



من الناس من يعتقد انه على صواب مطلق  وبعض الناس تقتنع بفكره . ومن الناس من يكون على خطأ باين ولكن لا يريد ان يخطئ نفسه  ومن الناس من يكذب على نفسه ومن الناس من يكذب على الآخرين  .
الكذب هو نوع من إقناع الناس بفكره أو بموضوع غير حقيقي  لغرض فى نفس الكاذب .
قال فليسوف اليونان سقراط " اذا استطعت أن تخدع كل الناس بعض الوقت .. لا تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت   "
نقيض الصدق الكذب الذي نعرّفه بكونه تشويها للواقع والحقيقة ونفياً لهما ‏ ومن هنا كان الصدق والكذب كالحق والباطل فهما يجريان في الأقوال كما يجريان في الأفعال‏ 
فإذا كان الفعل صادراً عن موقف إنساني كان صادقاً , وكان الفاعل صادقاً وإذ لم يكن كذلك كان الفعل كذبا وكان الفاعل كاذباً. 
ولو تمعّنا جيدا لوجدنا إن أعلى مظاهر الكذب هي النفاق وقد قيل إن آية المنافق ثلاث : « إذا حدّث كذب  وإذا أؤتمن خان وإذا وعد أخلف. 
والنفاق هو أن يوظف الانسان الألفاظ الصادقة لقضاء مصالحه وتحقيق رغباته وحاجاته  وعندها تصبح تلك الألفاظ والكلمات البراقة المحملة بالدفء والرقة والمحاباة والمجاملات نفاقاً وأي نفاق. 
إن الحق والخير معيارا الصدق في القول و السلوك وهناك معيار آخر يؤكد على الصدق وعلى الخير والحق والجمال هو التواضع 
إن الانسان الذي يلغي غيره إنسان تعمره الأنانية والعجرفة وحب الذات  وهذه الصفات الأنانية والعجرفة وحب الذات تعبير عن الجهل والادعاء . والادعاء ما هو إلا كذب وصاحبه كاذب .
لان الانسان الحقيقي هو ذلك الذي يجعل الحق والحقيقة الهدفين الاسميين لحياته ولسلوكه ولتعامله مع الآخر , وهو أيضاً ذلك الذي يعترف بالأخر ويراه نداً له مهما كان الاختلاف بينهما في الفكر واللون والمستوى لقد كان سقراط الحكيم صادقاً مع نفسه ومع الآخرين متواضعاً يقول في حوارا ته « إن كل ما يعلمه هو انه لا يعلم شيئاً » هذه المقولة لهذا الحكيم ليست تعبيرا عن الجهل وإنما تعبير عن السمو في الأخلاق والتواضع لهذا قيل كلما ازداد الانسان علماً ازداد تواضعاً  ونقيض هذا الادعاء الغرور وإلغاء الأخر للاختلاف معه في الرأي أو في الفكر أو في اللون أو في المستوى 
والذي هو تعبير عن الجهل وصاحبه جاهل مهما حمل من درجات علميه ‏ 
إن التواضع مدخل إلى العلم الحقيقي والأخلاق الصادقة وتلازم القول مع الفعل‏